أحقا أخبروك الحقيقة .. ؟؟

” الساخر كوم ”

بسم الله

قبل البـــدء
=======

هكذا يفعلون بالأحلام ..
يغلقون عليها في قناني الذاكرة ..
ويتركوننا على رصيف محطة قطار
لم نسمع صافرته قط ..
=======

الكذب عادة حسنة ..!
وتراث عربي أصيل ما نافستنا فيه أمـّة من الأمم إلا صرعناها بالضربة القاضية ..!
ولو قال قائل أن أمم أخـرى تكذب ـ أمريكا مثلاً ـ لقلنا : ألم تر أن السيف ينقص قدرُه .. إذا قيل إن السيف أمضى من العصا
ونحن لا نسمح لأحد أن يقلل من شأن كذبنا فيقارنه بغيره ، فنحن من أكثر أمم الأرض حفاظاً على تراثنا وتوريثه لأجيال تأتي من بعدنا ..!!
.
.
لو سألت عربي ما عن رأيه في بيت شعر كهذا :
فوددت تقبيل السيوف لأنها … لمعت كبارق ثغرك المتبسم

فسيقول أنه بيت جميل وبليغ وستنفرج أساريره طرباً لمثل هذا الكلام وما هو على شاكلته !
مع أنه في حقيقة الأمر لا يتعدى كونه كذبة لا يمكن لعاقل أن يصدقها ! (*)
والقدرة العقلية قدرة تبرأ منها العرب قديما وحديثاً وقيل في رواية صحيحة رواتها عدول : ومستـقبلاً !!
.
.
والعرب أمة كلام فقد برعوا فيه كما لم تبرع أمـّة من الأمـم !
وحضارتهم ـ أي العرب ـ حضارة ورق ، وحروف .. لا أكثر
وعمود الكـلام وذروة سنامه عند العرب هو الشـعر ..!!
وأعذب الشعر أكــذبه ..!
والكذب بوابة الشعـر .. !
وغيرهـا كثير من الكلمات التي يمجد فيها العرب كـذبهم !!

وأفسد خلافُهم على طريقة كذبهم كل قضايا الود بينهم ..
فمن قائل لا يصح الكذب إلا عمودياً ..!
وقائل إن في ” التفعيلة ” كذب جميل لاضير فيه ..!
وقائل أن الكذب ” الحــر ” فيه ملمح تطور قد يساعد في ” اللحاق ” بركب الشعوب المتقدمة ..!!
.. وهكذا يفني العربي نصف عمره في الكـذب والنصف الآخر في الدفاع عن طريقته في الكـذب !!

ولا تجد خلال هذا التاريخ الممتد منذ سنين الكذب الأولى حتى اليوم إلا قلة قليلة خرجت عن هذه القاعدة فكاد العرب بسببها أن يكونوا بشراً لولا أنهم تداركوا أمرهم وعادوا لسابق عهدهم !!

والشواهد أكثر من أن تحصى .. ولكن إيراد بعضها يغني عن جلها .. أما ” كلها ” فهذا أمر لا طاقة لمخلوق على القيام به ..!!
فالمعلقات مثلاً ليست سوى دروس في غاية الإتقان للكذب ولذلك جعل منها العرب أفضل ما قيل من كلامهم ..
وعمرو بن كلثوم مثال جميل على فلكلور عربي أصيل وصاحب مدرسة في الكذب لا زالت قائمة إلى يومنـا هذا ..
يقول صاحبنا :
وَقَـدْ عَلِمَ القَبَـائِلُ مِنْ مَعَـدٍّ
………….إِذَا قُبَـبٌ بِأَبطَحِـهَا بُنِيْنَــا
بِأَنَّـا المُطْعِمُـوْنَ إِذَا قَدَرْنَــا
………..وَأَنَّـا المُهْلِكُـوْنَ إِذَا ابْتُلِيْنَــا
وَأَنَّـا المَانِعُـوْنَ لِمَـا أَرَدْنَـا
…………وَأَنَّـا النَّـازِلُوْنَ بِحَيْثُ شِيْنَـا
وَأَنَّـا التَـارِكُوْنَ إِذَا سَخِطْنَـا
…………وَأَنَّـا الآخِـذُوْنَ إِذَا رَضِيْنَـا
وَأَنَّـا العَاصِمُـوْنَ إِذَا أُطِعْنَـا
………..وَأَنَّـا العَازِمُـوْنَ إِذَا عُصِيْنَـا
وَنَشْرَبُ إِنْ وَرَدْنَا المَاءَ صَفْـواً
…………وَيَشْـرَبُ غَيْرُنَا كَدِراً وَطِيْنَـا
أَلاَ أَبْلِـغْ بَنِي الطَّمَّـاحِ عَنَّـا
…………..وَدُعْمِيَّـا فَكَيْفَ وَجَدْتُمُوْنَـا
إِذَا مَا المَلْكُ سَامَ النَّاسَ خَسْفـاً
………….أَبَيْنَـا أَنْ نُقِـرَّ الـذُّلَّ فِيْنَـا
مَـلأْنَا البَـرَّ حَتَّى ضَاقَ عَنَّـا
………..وَظَهرَ البَحْـرِ نَمْلَـؤُهُ سَفِيْنَـا
إِذَا بَلَـغَ الفِطَـامَ لَنَا صَبِـيٌّ
………….تَخِـرُّ لَهُ الجَبَـابِرُ سَاجِديْنَـا

أي كـذب كهذا !
وأي أمــة قادرة على مثله !!
.
.
وحتى لا أتهم بأني ظالم أو ” كـاذب ” ـ وهي تهمتان لا أنفيهما وشرف لا أدعيه :p ـ فلم يقف العرب عند كـذب الأولين بل حاولوا تطوير آلياته وأدواته ..
فأنشأ المتأخرون منهم دوراً يمارس فيها الكـذب بشكل علمي صحيح ..
فكانت وزرات الإعلام !!
ومن وسائل هذه الوزارات ما أطلق عليه الصحف أو “الجرائد ” في رواية لا تقل صحة عن الأولى ..
ولم تزل هذه الجرائد تكذب وتتحرى الكذب حتى كانت لفظة ” جرائد ” مرادفة لكلمة ” كذب ” فيقال في كلام المتأخرين ” كـلام جرائد ” وذلك عند امتداح كلام غير حقيقي ..!!!
والتلفزيونات وسيلة أخرى جميلة جداً أخترعها غير العرب ليتمكن العربي من روؤية وجه العربي الآخر وهو يكذب عليــه ..!
وهناك كذابون مظلومون فلا أحد يعرفهم ومنهم ما يمسى بـ” المصدر المسؤول ” وهو شخص تبرع بالكذب لا يريد من وراء ذلك حمداً ولا شكوراً فهو يكذب في الليل فما تدري أذنه ماذا قالت لسانه ..!!
وهذا قمة في الإيثار والتضحية بالشهرة في سبيل نشر فضيلة كالكــذب !!

.. وما يسمى بالقصائد والأناشيد والأغاني الوطنية تسبح بك في عالم جميل من الدجل
بدءاً بـ” الأرض بتتكلم عربي ” وانتهاءً بـ” إذا دندندت طبلة الحـّراب دندنـّا :p ” ومروراً بما بينهما من كذب …!
وكلنا نعلم ـ ربما بعضنا فقط ـ أن طبلة الحراب حين دندنت لم نجد سوى بضعة آلاف لم يستطيعوا أن يدندنوا وحدهم فدندن معنـا عمنا سام .. ولا زال يدندن ونحن نهتز طرباً ..!!

ويقال في بعض الروايات أن العرب يوماً حاربوا جاراً لهم فصورت وسائل إعلامهم هذا العدو وهو يحتضر تحت وطأة ضربات بني يعرب ليستيقظ العرب صباح اليوم التالي ليجدوا عدوهم ينام معهم على نفس السرير !!

والكذب صفة ما تمكن منها أحد حتى وصل مالم يصله غيره فلا يحكم القوم إلاّ أكذبهم ..!
وحين هبت رياح الحرية على ديار العرب دخلت منتديات الإنترنت لتكون وسيلة للشعوب للتعبير عن ” كذبها ” ولتنتزع من الحكام وسيلة احتكار ” نشر ” الكذب !!
ودع عنك أمر المنتديات ففيها من الكذب مالا يستطيع بشر تصوره ..!!
ولن أسترسل في امرها ـ أي المنتديات ـ كثيراً فلو لم يكن فيها من الرزايا إلا أن جعلت من كاذب مثلي داعيه من دعاة الفضيلة لكفتها .. وزادت !!!

وعلى الهم .. نلتقي !!

بعد البـــدء
=======
من أخبرك عن الطريق .. ؟؟
أظنك تدرك جيدا أنهم كانوا يبيعون الانسان بالرمل ..!!
والاحساس بالحجارة ..
ويرصفون حياتهم بأمانينا.. وبقايا حلم ..
أحقا أخبروك الحقيقة .. ؟؟
=======

(*) مـــلاحظة :
فوددت تقبيل السيوف لأنها … لمعت كبارق ثغرك المتبسم
هذا البيت نسبه البعض إلى معلقة عنترة والبعض الآخر طلق بالثلاث أن هذا البيت لايمت لعنترة بصلة ..
ولكن وعلى أية حال فإن في البيت معنى خفي غير المعنى الظـاهر وهـو أن الشاعر أراد القول أن السيوف حينما لمعت ذكرته على الفور بثغرهـا المتبسم فأراد تقبيلها ـ أي السيوف ـ طلباً للخلاص من ذلك الثغر ومن تلك الإبتسامة التي يعرف الشاعر ـ كما يعرف غيره ممن تتبسم في وجوههم النساء ـ أنها لم تكن لله ولم تندرج تحت ” تبسمك في وجه أخيك صدقة ” :p

سهيل اليماني

Archived By: Crazy SEO .

تعليقات

المشاركات الشائعة