ربما سقط سهواً !!
” الساخر كوم ”
قال لي والعطش ” يتقاطر ” بين شفتية اليابستين ..
إنهم يشربون حلمي !!
فقررت أن أحتفظ بحلمي في قارورة محكمة الإغلاق !
لا أريد أن يراها عابر ينتشي برشف أحلام غيره ..
فأموت عطشاً .. لحلم
للحرف مواسم ، ولكنه سلعة بائرة !
الذين لا نحبهم .. هم من يأتي دائماً ، أما الذين نحبهم فيمتهنون الرحيل !
والكتابة ” الموسمية ” مثل الأنفلونزا ، لا أحد يحبها ولكنها تأتي !
يأتي رمضان فنكتب كلاماً كتبناه في عام مضى ولم يقرأه أحد ، ويأتي الحج فنبحث عما قلناه قبل سنة !
وتُحتل دولة فنعيد ما قلناه حين أحتلت أمريكا دولة أخرى قبل سنة ، ونذيل الكلام بالحديث عن الحُكام !
وهكذا .. نجتر ولا نشبع !
ولست سوى كاذب من زمرة كاذبة ، وسأكتب كلاماً موسمياً حتى لا ” أتهمني ” أني خرجت عن عُرف قومي !
في رمضان ـ ليس هذا بكل تأكيد ـ كان ديكتاتور العراق موجوداً يحكم ويعذب شعبه ويحرمهم من الفواكه !!
ثم ذهب وفتح الله على شعب العراق وتحققت أحلامهم في جنّة أمريكا حيث “مالا عين رأت ” !
وانطلق العراقيون يغنون للفواكه غناء العاشق المحروم ، ولتذهب الحبيبة والقمر إلى الجحيم ولنتغزل بما لذ وطاب من الفاكهة العراقية خاصة في هذه الأيام المباركة !
يقول درويش في كلام لا علاقة له بكلامنا هذا :
أصدقائي يعدون لي دائماً حفلة للوداع ..
وقبراً مريحاً يظلله السنديان ..
وشاهدة من رخام الزمن ..
فأسبقهم دائماً في الجنازة :
من مات .. من ؟؟!!
لا أعلم بماذا ستتغزل الشعوب العربية الأخرى بعد أن تحررها أمريكا ، فالخيال وحده لا يكفي هنا !
نحتاج أن نتحرر أولاً على يدها المباركة ، ثم نقرر !
نحن الآن لانرى تلك الأشياء التي حرمنا منها، كما كانت الفاكهة هي مالم تره أعين العراقيين قبل جنّة أمريكا !!
كان هذا هناك ..
اما هنا حيث لا بد من محاولة اغتياب الحكومة وإعطائها من حسناتنا والأخذ من سيئاتها ، فقد أصدر مجلس الوزراء ـ غفر الله لهم ـ قرارا جديداً يقضي بمعاقبة كل الناس .. هكذا تخيلوا دفعة واحدة !!
هذا نص القرار الحكيم ـ كما وصفته صحفنا ـ :
” بعد الاطلاع على المادة (الثانية عشرة) من النظام الأساسي للحكم والاطلاع على المادة (التاسعة عشرة) من نظام مجلس الوزراء وعلى نظام الخدمة المدنية ولوائحه التنفيذية وعلى نظام القضاء وعلى نظام خدمة الضباط وعلى نظام خدمة الافراد قرر مجلس الوزراء التأكيد على الجهات المعنية باتخاذ ما يلزم لتطبيق النصوص النظامية ذات الصلة في حق أي موظف يخل بواجب الحياد والولاء للوظيفة العامة مهما كانت طبيعتها (مدنية أم عسكرية) وذلك بمناهضته لسياسات الدولة أو برامجها من خلال المشاركة بشكل مباشر أو غير مباشر في اعداد أي بيان أو مذكرة أو خطاب بشكل جماعي أو التوقيع على أي من ذلك أو من خلال المشاركة في أي حوار عبر وسائل الاعلام أو الاتصال الداخلية أو الخارجية أو المشاركة في أي اجتماعات أو التستر على هذه المشاركة هدفها مناهضة تلك السياسات أو البرامج.”
من ينتقد سياسة الحكومة فستعاقبه ، أما ماعدى ذلك فهو حريّة شخصية حتى لو انتقد أحدهم الله ـ جل شأنه وتعالى علواً كبيراً ـ جهاراً نهاراً !!
أنا ظالم فيما يبدو !!
فالدولة رحيمة فقالت أن العقاب فقط سيطال موظفي الدولة أما ما عداهم فلن تمسهم بشيء فلا ولاية لها عليهم فيما يبدو !!
بمعنى ..
إذا كنت موظفاً حكوميا وانتقدت سياسة الدولة الرشيدة والحكيمة فسوف تفصل من عملك !
وإن كنت صاحب بقالة في حارتكم مثلا .. وقمت بنفس العمل فلن ترد عليك الدولة حفظها الله لأنك سفيه !
يقول درويش أيضاً في موضوع لا علاقة لنا به :
إلى حارس :
سأعلمك الانتظار
على باب موتي المؤجل
تمهّل ، تمهّل
لعلك تسأم مني ..
وترفع ظلك عني ..
وتدخل ليلك حراً ..
بلا شبحي !
الحكومات فيما يبدو زبون أحلامنا الدائم .. والزبون دائماً على حق !
يقولون ..
أن الأعرابي الذي قال لعمر في المسجد ” لا سمعاً ولا طاعة ” لم يكن موظفاً ولذلك طلب عمر من عبدالله بن عمر أن يشرح لهذا لإعرابي حقيقة الثوب !
ربما لو كان موظفاً مدنيا أو عسكرياً لأصدر عمر قراراً بفصله من عمله !!
بعد البدء
رأيت فيما يرى النائم ..
أني أحلم !!
كان كابوساً .. ومضى !
Archived By: Crazy SEO .
تعليقات
إرسال تعليق