سفـهــــ ..... لوجيا ..!
” الساخر كوم ”
كانت البداية من موضوع ” كل التراب يهـون الموجود على هــذا الرابـــــط (http://www.alsakher.com/vb2/showthread.php?threadid=55810) …
ولأن الحديث قد يطول ـ وقد لا يفعل ـ فقد انتقلنا إلى محلنا الجديد الكائن هنــا :p
……
لعل البداية تكون من حيث إنتهى فضيلة الشيخ ” راندوم الأكسساوي ” وفتواه التي أتحفنا بها عن سنة الظهر الرباعية ..
وأقول أني سأتخذها مدخلاً لا لأني معترض عليها فلست مؤهلاً لا للفتوى ولا للإعتراض على المفتين ـ وإن كنت في أحيان كثيرة أفتي لنفسي ـ ..!
ولكني سأتخذها مدخلاً للحديث عن العقل ..
حيث يتضح أن إستنتاج أن هذه السنة تصلى بتسليمة واحدة من خلال قصة ابن عمر رضي الله عنهما هو استنتاج عقليّ ( في الحقيقة أن كل الاستنتاجات عقلية ) …
وهذا بالنسبة لي أمر ليس بغريب في حد ذاته .. ولكن الغريب أن ينقله ويستدل به الشيخ ” راندوم الأكسساوي ” الذي يكاد يُفهم من كتاباته أحياناً أن العقل أداة لا لزوم لها.. وأن الأفكار رجس من عمل الشيطان ..!
..
نعود للعقل ..
وهو أحد الأقسام الخمسة التي قيل أن الإنسان يتكون منها وهي ( الجسد ـ الروح ـ النفس ـ العقل ـ القلب )
ولكل من هذه الأقسام أقسامها هي أيضاً وقد أعود إليها ـ وقد لا أفعل ـ ..
وأنا هنا أتكلم عن أربعة أقسام فقط واستثني من تلك الأقسام الخمسة “الروح ” التي لم ـ ولن ـ يصل أحد إلى ماهيتها وذلك لأن الله عزّ وجل قد أختص بعلمها وحده ولو كان مخبراً بها أحداً لأخبر نبيه عليه أفضل الصلاة والتسليم { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً (85)}الإسراء
سأتحدث عن العقل فقط هذه المرة ..
والعقل هو المستشار الأمين وكذلك المسير لكافة أقسام الإنسان الخمسة ـ حسبما يبدو لي ـ ..
فمسألة المسير أعني بها العملية الميكانيكية للأعضاء والتفكير المتعلق بهذا الجانب فقط … ومن رحمة الله بعبادة أن هذه العملية غير متروكة للإنسان ليتصرف بها إرادياً ..
والمستشار الأمين أعني بها ـ وهذا ما أريد الوصول إليه ـ أن العقل لا يدل الإنسان حين يتجرد وحده دون مؤثرات أخرى خارجية أو داخلية وأعني بداخلية باقي الأقسام الخمسة ( النفس – الجسد – الروح – القلب ) لا يدل الإنسان إلا على الصواب فهو مستشار وناصح أمين …
لكن الإشكالية تكمن في الأخذ بهذه الإستشارة أو تركها … وهذه هي منطقة الحرية التي تركت للإنسان فكان في الغالب يستخدم هذه الحرية استخداماً سيئاً ويختار في الغالب ايضاً تجاهل نصائح مستشاره التي يراها غير ملزمة ..
ولذلك كان شر الدواب عند الله عز وجل هم ” الذين لا يعقلون ” { إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ (22) } الأنفال
ولا يعقلون تعني لا يستخدمون عقولهم ليعقلوا ما بين أيديهم ..
وإليكم هذا المثال البسيط ..
أي شخص مدخن لو طلب استشارة من عقله حول هذا الأمر فلا يمكن أن تكون إستشارة العقل تمتدح التدخين وتشجعه عليه .. ولكنه مع ذلك لا يصغي لهذه الاستشارة ويتجاهلها ..
وقس على ذلك أمور كثيرة إبتداءاً من المعاصي الصغيرة وصولا إلى الكبائر .. كل الإستشارات العقلية ضدها … ولكن ..!
والبصيرة هي مسألة عقلية أو مرتبطة بالعقل بمعنى أدق ـ وربما ـ كانت المقصودة في هذه الآية الكريمة { أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (46) } الحج
فالقلوب التي في الصدور من الممكن تغييرها دون أن يتغير الإنسان فلو وضعنا قلب بوذي في جسد مسلم لما تغير عن دينه والعكس صحيح ..
ولكن المقصود هو البصيرة ـ وربما ـ يكون مكان البصيرة هو الصدر حسب هذه الآية .. ولكنها ليست القلب الذي نعرفه أداة لضخ الدم من الممكن تغييرها .
وقال بعض السلف ..
لكلّ إنسان أربع أعين ..
عينان في رأسه لدنياه وعينان في قلبه لآخرته .. فإن عميت عينا رأسه وأبصرت عينا قلبه فلم يضرّه عماه شيئًا , وإن أبصرت عينا رأسه وعميت عينا قلبه فلم ينفعه نظره شيئًا .
وهذا تأكيد على أن المقصود بالقلوب التي في الآية هو ” البصيرة ” !
.
.
ولعلي أصل إلى استنتاج مهم ـ من وجهة نظري ـ وهي أن كل الفلاسفة والعباقرة على مرّ التاريخ البشري الذين لم تستطع قلوبهم ولا بصائرهم أن تدلهم على الله هم من شر الدواب ، الصم البكم الذين لا يعقلون .. وليضرب ديكارت و “راسل” ومن والاهم برؤسهم أسمك جدار قد تهديهم إليه بصيرتهم …
.
.
ولي عودة …
Archived By: Crazy SEO .
تعليقات
إرسال تعليق