مرثية يوم تافــه ..!!!

” الساخر كوم ”

..

كان أصدق من أن يعترف بكذبته !!
يقولون أن الصدق يشبه ” صداقة ” البحر مع الذين ماتوا غرقاً !!
لم أصدقهم رغم يقيني أنهم لا يكذبون ..

ككل البدايات ..
بدأ هذا اليوم بالبياض .. وقليل من النوايا الحسنة ..
كان مشرقاً ولذلك استقبلته بـ ” حزن نية ” .. كما قال أنقى من قابلتهم في يوم راحل !!
ولأنه ” أبيض ” فقد كانت قابيلته للـ” إتساخ ” أكبر ..
القابليه .. هذه الكلمة ذكرتني بصديق لو قلت له هذه العبارة لقال لي : إنه يوم “وسخلبول ” !!
لكنه لم يكن موجوداً فاكتفيت بعبارتي أنا .. ومضيت ألتهم بياض اليوم قبل أن تلتهمني ” قابيلته ” اللعينة تلك !!

لم أفرغ بعد من “لقمتي” الأولى ..
حتى جاءني صوته كأقبح ما يمكنني أن أسمع في ذلك التوقيت !!
” بيّض الله وجهك ” !!
يا الله .. ما قصة البياض في هذا اليوم ؟!!

لم تكن لدي رغبة في الكلام ولذلك تكلمت :
– هل تعتقد أن وجهي ” أسود ” لدرجة أن تباغته بهذه الدعوة الصباحية ؟؟!!
ضحك حتى قلت ليته أكتفى بالكلام ..فلا قدرة لدي على احتمال ضحكه وحديثه معاً !!
وحين فرغ من معزوفه الضحك الرديئة .. أكمل حديثه ربما ليثبت لي أن هذا اليوم فعلا ” وسخلبول ” !!
– ما قصرت بيض الله وجهك لكن ..
لم أتخيل أني أمتلك القدرة على سماع ما بعد هذه الـ” لكن ” !!
قاطعته للمرة الأولى :
– دع عنك هذه اللكن .. وثق تماما أن الصيدليات مليئة بكريمات ” تبييض ” الوجه وبكلفة اقل بكثير من تكلفة ” تبييض ” وجهي عن طريق دعواتك !!
وتركته يكمل ” لكنـّه ” وحده .. ويدعوا للجدران ببياض انصع !!

النهار يزداد بياضاً وتزداد قابليته للاتساخ !!
وتتناثر البقع السوداء …

الساعة الآن الثانية عشرة ” قهراً ” !!
وحديث يتكرر ..
– أنت مغرور ..
– شكرا
– يا أخي أرسلت لك أكثر من رسالة ولم ترد ..
– أهااا .. ربما ان ساعي البريد لم يستدل على عنواني ..
– خفة الدم لا تليق بالمغرورين .. انا أتحدث عن رسالة جوال !!
لم أعد أحتمل أن اكرر نفس الكلام .. لكني سأفعل !
– قلت لك ـ ولكل الذين يمارسون نفس حماقتك ـ حين ترسل رساله فحاول أن تعني ما تقول !!
أنا أعاني من مشكلة بسيطه وهي أني ” أصدّق ” بسرعه … يعني ” صادقلبول ” !!
وحين ترسل لي كلاما مثل هذا :
(( لك وحشة ماهي لغيرك من الناس :: أنت الوحيد اللي اقدر اسميك غالي ))
فقد اصاب بانفصام حاد !!
لا تمارسون الكذب .. الغرور أرحم !!
وقبل أن أنهي ما بدأت .. استقبل جوالي رسالة جديدة .. هذه المرّة “منها” ولم تكن “منه ” !!
فتحت الرسالة وبدات أقراء :
أول الرسالة : تصدقين اشتقت لك .. الخ
قررت أن أرد للمرة الأولى !
– أختي العزيزة والغبية .. حين ترسلين رسالة مثل هذه لشخص ” صادقلبول ” فحاولي أن تعدلي ” الضمائر ” في نص الرسالة الأصلية !!
وتركت المكان متحسراً على لحظة سعيدة مرت من هنـا بغباء !!
أجل تصدقين !!! هذي آخرتها !!

بدأ النهار يزداد سواداً
الساعة الآن الرابعة ” عصراً ” حتى الموت !!

تذكرت موعد الطبيب ..
يا الله المرض أرحم من لقاء هذا المخلوق !!
هل أتحمل الآلم .. أم أتحمل سماع نفس القصة !!
عن شهاداته .. واسرته الفقيرة وكيف كان يذاكر دروسه في ضوء سراج ..
أصبحت أعرف القصة أكثر منه ..
أنا أحفظها بدقة أكبر ..
ربما سأقترح عليه أن أرويها انا هذه المرّة حتى اتخلص من الزيادات الطاريئة عليها في كل مره اسمعها منه !!
راقت لي فكرة أن أروي حكايته أنا !!
ربما كان الألم هو من دفعني إلى القناعة بأن هذا سيحدث وأنه لن يتكلم !!
– ما شاء الله أنت زي الحصان !!
– وليه ما يكون زي الحمار ؟!
– ليه كدا بس
– لأني نسيت أن محاولتي هذه في الحديث بالنيابة عنك كانت المحاولة الفاشلة رقم ألف !!
وبدأ الحديث .. وبدات القصة نفسها ..
لم أعد أشعر بالألم !!
ربما كان هذا نوع حديث من العلاج .. أن يستبدل الألم بألم أكبر !!
أشتقت فجأة إلى ألمي الأصلي !!
فقررت الخروج !!

الساعة الآن السابعة إلا ربع ألماً !!

أنتشرت البقع السوداء في كل وجه النهار !!
فحل الظلام .. ككل النهايات !!
وللمساء حكاية أخرى !!

سهيل اليماني

Archived By: Crazy SEO .

تعليقات

المشاركات الشائعة