كلوا تــــــــــــراب !! ..... مثلي !!

” الساخر كوم ”

قبل البدء
ـــــــ
كنت أموت !
كان العطش يخنقني !
مد يده .. ساعدني على الوقوف !
ناولني جرة ماء فارغة !!
وقال لي وهو يغادر :
إذا أردت أن ترتوي .. فاملأها بنفسك !
.
.
لكنه غادر قبل أن يخبرني بماذا املؤها!!
ــــــــــ

ربما يكون الإعتراف بالتخلف نوع من أنواع التحضر !
ولكن إدعاء التخلف للظهور بمظهر متحضر هو قمة التخلف !
معادلة مقلوبة … او مقلوبة متعادلة … لا أعلم !
………………….
انا المواطن الصالح الطيب قررت اليوم وبمناسبة كثرة الأعياد التي تمر عليّ مرور الكرام دون أن أحتفل بها .. وبعد ان اقتنعت أني على باطل في دعوتي مقاطعة كل تلك الأعياد فلم أحتفل من قبل باي عيد لا عيد الحب ولا عيد الأم ولا عيد العمال ولا عيد الشريطية ولا أية عيد لأية شيء !
قررت أن أحتفل بعيد ما !
ولكني وبعد أن أعياني البحث لم أجد عيداً مناسباً فلست أماً ولا عاشقاً ولا عاملاً ولا شريطياً ولست ايضاً إمرأة لاحتفل بيوم المرأة !
فقررت أن أحتفل بمناسبة مرور عشرين عاماً على آخر زيادة في سلم رواتب موظفي الدولة بحكم أني أحدهم ! ولكني لم أكن موفقاً في أختيار العيد المناسب فهذه ذكرى مؤلمة لا يحق لنا الاحتفال بها فقد كانت تلك الزيادة سبباً في فساد موظفي الدولة لأن الترف الزائد مدعاة للإنحراف !!
وهذا ايضاً ما دفعني لعدم الأحتفال بمناسبة مرور عشرين عاماً على آخر موازنة متعادلة تصدرها وزارة المالية !!
لذلك وبما أني لازلت أبحث عن عيد يناسب إمكانياتي ووضعي فقد قررت أن أستعين بوسائل الإعلام التي كانت سبباً في إدخال فكرة الإعياد إلى رأسي الفارغة أصلاً !
وبما أني أحد سكان هذه المنطقة من العالم ( الخليج العربي ) فمن الطبيعي أن يكون إتجاهي لوسائل إعلامنا فهي القادرة على التعبير عني كمواطن يعيش على هذه الأرض ويأكل من ترابها !!!!!!!!
ولكني كنت واهماً ! فوسائل الإعلام هذه لا تشبهني ولا أشبهها !
وغم اعترافي أن رأسي فارغة إلا أنه يمكن حتى للرؤوس الفارغة ان تكتشف هذه الحقيقة !!
ولست أجد ـ ربما بسبب غبائي ـ سبباً يدفع وسائل الإعلام الخليجية لكي لا تكون وسائل إعلام خليجية ! فمن الممكن أن تكون أي شيء آخر ولكنها أبداً ليست وسائل إعلام خليجية !
المواطن الخليجي المتهم عربياً بالتخلف والرجعية بدلاً من أن تكون وسائل الاعلام ـ التي من المفترض أنها تشبهه ـ عوناً له في اظهار حقيقته وبأنه من الممكن أن يفكر يوماً ما ! كانت عوناً عليه وصدّقت تهمة التخلف وجّندت نفسها للدفاع عن هذه التهمة … وكانت وسيلتها في اقناع العالم بحضارتنا هي استضافة وتوظيف كل من هب ودب من المذيعين والمذيعات اللاتي يمتلكن إمكانات بارزة ومكشوفة ولديهن اتساع في كل شيء الا الافق والثقافة !!
ثم استضافة (((( المبدعين )))) من عينة نوال السعداوي وغيرها !
ولمزيد من التحضر أصبح العالم العربي كله يرقص على أنغام خليجية وأصبح الإعلام الخليجي المكان الذي يساعد أي عاهرة أو ديوث في أن يصبحوا ضيوفنا الأعزّاء في كل بيت !
وللإمعان في إظهار الحضارة والرقي والروح الرياضية بدأت وسائل أعلامنا في تقديم من عاشوا حياتهم محتقرين كل ما هو سعودي أو خليجي او مسلم على أنهم نجوم كنّا في سبات عميق وثوارة أصيلة قبل أن نعرفهم ونقرأ لهم !
وقد استطاعت وسائل الإعلام هذه وفي فترة زمنية قصيرة أن تتسبب في ظهور جيل مشّوه أقرب إلى أن يكون مسخاً من كونه بشر سويّ ! ( لاهم مثل الغرب ونحمد الله على النعمة !!! .. ولاهم مثل أهلهم ونقول الله يخلف !!! )
المهم …….
أني قررت وبما أن التخلف الذي كان يعيشه أهلنا وأجدادنا بدأ في الإنقراض أن أحتفل بعيد التخلف والرجعيّة !!
وسوف تقبل التهاني بهذا العيد على مدار السنة وهذا ما يميزه عن كافة الأعياد .. فأنا أريد التميز حتى في تخلفي ورجعيتي وعيدي الجديد !!
بعد البدء
ـــــــ
ربما كان يقصد الماء !!
ــــــــــ

ملاحظــة غير مهمة :
فكرة قبل البدء وبعد البدء ـ وليس مضمونها ـ سرقتها من زميلي وصديقي النصاب وعضو الساخر الغائب ” الفاهم غلط ” وعلى المتضرر ان يضرب راسه بأقرب كيبورد !!

سهيل اليماني

Archived By: Crazy SEO .

تعليقات

المشاركات الشائعة