كائنات ورقية ..!!

” الساخر كوم ”

http://www.arab3.com/gold/images/Jan05/ammb_ZNBYdW.jpg

.
.
.

عام جديد إذن !!
أحياناً أجد بعض العذر لمن يحتفلون بالسنة الجديدة حسب التصنيف الورقي للأيام ، فالقدرة على البقاء في هكذا عالم أصبحت أمراً يجعل الاحتفال منطقياً ومبرراً !

نحن مهووسون بالورق ..
ورقة التقويم تخبرني أن هناك عام قد انتهى فأصدقها رغم أني أدرك أن كل ثانية تمر تعني انتهاء عام كامل بكافة أيامه وساعته ودقائقه وثوانية .. عام كامل بدأ قبل وصول هذه الثانية بسنة كاملة !
ثم تأتي ثانية أخرى .. وينتهي عام آخر ..!!

هكذا..
أتخيل العام كله رؤوس ، كل ثوانيه رؤوس لسنوات مضت !!
هي في الغالب رؤوس مدببة وقاتلة ولذلك يحتفل البعض بالنجاه منها دون أن يدرك السبب الحقيقي لاحتفاله !
.
.
.
سألته بتهكم ..
– وين بتحتفل بقرب أجلك ؟
– هل تعتقد أن الأمر يستحق ؟!
كان في مزاج سيء ـ في الواقع لم أعرفه إلا هكذا ـ كثير من البشر يعتقدون أنهم خلقوا فقط ليكونوا مثالاً للمزاج السيء ، وهو أحدهم !
قلت له وأنا أهم بالنجاة من هذا الطوفان من التشاؤم الذي أراه يقترب مني ..
– في الواقع قرب أجلك مناسبة من الواجب أن نحتفل نحن بها !

نحن في حقيقة الأمر قد لانكون سوى كائنات ورقية مهووسه بالنهايات ..
نحب أن نبتهج بالنهايات ، حتى اننا نقيس الأمور بميزان النهاية أو “الأخير” حتى في تعاملنا الإنساني ـ إن وجد ما يمكن أن يسمى بهذا الأسم ـ !
حين نحاول أن نتذكر أحدهم فإننا نتذكر في الغالب آخر مواقفه السلبية معنا ثم نبني عليها أحساسنا تجاه غيابه ، حتى لو كان كل ما سبق هذا الموقف السلبي ـ كما نعتقد ـ حياة كاملة من المواقف الإيجابية ..

ونحن كائنات ورقية لأننا في الغالب نقيس أعمارنا حسب ” التقويم ” ونستمتع بقطف أوراق أيامنا وقراءة العبارة التي تكتب عليها .

في العام “الورقي ” المنصرم حدثت أمور كثيرة أهمها أني تنازلت بطيب خاطر عن كافة أحلامي ” الوهمية ” لكل من لديهم القدرة على الحلم ..
تنازلت عن الحزن لأني أكتشفت أنه حتى هو ترف لا يليق بمثلي ..
خذلني حزني هذا العام رغم أني كنت وفياً له أكثر من أية ” أوراق ” أخرى !!
ساحتفظ هذا العام بأحلامي ” الحقيقية ” ..
لن أحلم مثلاً أحلاماً أكبر من سريري !
لن يهمني كثيراً إن تقدمت ” الأمة ” أو تخلفت ، في الواقع لن يهمني أبداً وليس ” كثيراً ” ..
قد أكون مهووساً أكثر بأن يمر العام دون أن أصاب بالأنفلونزا فهذا حلم منطقي ..
قد أحلم أن يمر هذا العام دون أن تدخل سيارتي لأية ورشة ، ولن أهتم كثيراً إن غادرت أمريكا العراق أو أضافت إليها دولة أخرى ، فهو حلم لا يخصني على أية حال !
سأحلم بالترقية ، والدخل الإضافي ..
قد تتوسع أحلامي قليلاً
فأحلم أن يكون لدي القدرة على محبة كل الذين يحيطون بي ..
أحب الأحلام الحقيقة ..
هذا ما اكتشفته أخيراً ..
أحلم أن تدعو لي أمي كل صباح ، أريد 365 دعوة منها خلال هذا العام ..
سأحلم أن يقل عدد الذين يكرهونني واحداً على الأقل هذا العام !
أحلم أن أحتفظ بأصدقائي هذا العام كاملاً حتى أحلم نفس الحلم في السنة القادمة !
أخاف أن أحلم بأن أحتفظ بهم للأبد فيكون ذلك أكبر من قدرتي على الحلم !

.
.
قد يبدو كلامي حزيناً !!
لكنه ليس كذلك ..
ولذلك الذي يخاف علي من الحزن أقول له :
لاتخف فأنا لم أتنازل عن حلمي الذي وعدتك أن أحلمه ..
فأنا لازلت أحلم أن أكون ” أدشر ” واحد في العالم !!

سهيل اليماني

Archived By: Crazy SEO .

تعليقات

المشاركات الشائعة