أنا لست يوسف يا أبي !! ( حنين للصمت الغائب )

” الساخر كوم ”

حين نقول كلاماً فإنه ليس سوى كلام ..
حين أردت أن يكون لي ـ مثلهم ـ ” ردود عملية ” وجدت نفسي أفشل في أي عمل سوى بيع الكلام !!
ولأني اشتقت للصمت ..
كتبت هذه “الخاطره” .. ربما لأتذكر صمتي القديم .. الذي أضعته
لا أدري هل كتبت هذا الهراء لأتذكر صمتي أم لأبحث عنه !!
أظنني أبحث عنه .. وحين أجده سأمارسة حتى يموت بين يدي ـ كذبا ـ كما مت أنا بين يدي الثرثرة !!

——
أنا لست يوسف يا أبي ..
فدع عنك زوادة السفر ..
لم أر أحد عشر كوكبا ..
ولم تسجد لي الشمس .. ولا فعل القمر !!

أنا لست يوسف يا أبي ..
أنا من يموت .. بقميص قدّ من كل اتجاه ..
أنا الذئب البريء ..
تنهش لحمي الضأن ..
وتهزأ بدمي الشياه ..

أكلني أخوتي يا أبي ..
وأتوك بدم ” صدق ” ..
فزاد بصرك .. ودعوت لهم بالبقاء ..

انا لست يوسف يا أبي ..
وليس لي ملامح قديس ..

فقد سرق وجهي الغرباء ..
حين ترا وجهاً يشبهني يعبر العمر ..
فتأكد أني لست يوسف ..
وأنك لست أبي ..
وأن المساء .. ليس المساء ..

.
.
.
يا أيها الذين عاثوا في الحلم ..
وتقاسموا رغيف الجائعين لفرح ..
أعيدوا لي ” بقية ” من حُلم .. في حُلم !

أعيدوا لي يوماً مر من هنا دون أن يراني ..
أريد أن أرتشفه كقهوّة مرّة ..
وليكن كوبي الأخير ..
وليكن يومي الأخير ..
وليكن حزني الأخير ..
وليكن .. ما يشاء
.
.
أيها العابر ” تهزأ ” بي ..
وتلوك حزني وتبصقه تحت أقدام المارّة ..

ها أنا أكتب الأحرف الأولى من اسمي الجديد ..
وسأكمل تلك الأحرف .. وأزيد عليها أسماء حزني
وليكن حزني الأخير ..
وليكن يومي الأخير ..
وليكن .. ما تشاء !
سأكتب في السطر الأول من ” سيرتي ” الجديدة ..
كنت هنا إنساناً يقتات الصدق حتى مات كذباً ..
ورحلت من هنا ..
لأبحث عني ..
.
.
وقبل أن أنسى الكلام ..
بقي سؤال يشبه وجهي القديم ..
ايها النازف عيداً وفرح ..
ألم يصادفك حزني تائهاً ..
يبحث عن وجهي الذي سرقه الغرباء ؟!!!

نقطه

سهيل اليماني

Archived By: Crazy SEO .

تعليقات

المشاركات الشائعة