مقهى التجلي ( 9) / نوايا سيئة ..!

” الساخر كوم ”

..

خبر :
مطار أمريكي يجرب التكنولوجيا لكشف “النوايا السيئة” عند المسافرين
.
.
تفصيل :
أدخل مسؤولو أمن مطار نوكسفيل بولاية تينيسي الأمريكية جهازاً صنعته شركة إسرائيلية يعتمد على البيولوجيا الإحصائية (ضغط الدم ونبضات القلب ومستوى العرق) للكشف عن المسافرين الذين قد يشكلون خطراً لمنعهم من تنفيذ مهماتهم الإرهابية. ففي أماكن تفتيش المسافرين في المطار ـ حسبما ذكرت صحيفة الـ”وول ستريت جورنال” ـ يتم انتقاء المسافرين المشتبه بهم ويطلب منهم الدخول إلى غرفة جانبية معدنية حيث يدخل المسافر إحدى يديه في جهاز حساس يقوم بمراقبة الاستجابات الجسدية لأجوبة تطرح عليه من خلال شاشة كمبيوتر حيث يستخدم المسافر يده الأخرى لاختيار الإجابات عن طريق لمس الشاشة.
ويمثل استخدام هذا الجهاز من قبل إدارة أمن النقل الأمريكية محاولة لمعرفة ما إذا كانت التكنولوجيا تستطيع كشف المسافرين الذين لديهم “نوايا سيئة”..!
.
.
ثم إني :
لازلت أعتقد أن الأمور نسبية ..
كل شيء خاضع لهذه النسبية البغيضة ، حتى النوايا السيئة !
دعونا ـ أو دعوني وحدي ـ أفترض أن هذا الجهاز حقيقي ، ويعطي قراءات صحيحة ، فهل سينجح من صنعه في اجتيازه ؟!
من زاويتي أعتقد الدافع وراء صنع هذا الجهاز ليس إلا ” نيّة سيئة ” !
لا أعلم ماهي الآلية التي يمكن من خلالها أن يكتشف هذا الجهاز تلك النوايا السيئة ، خاصة أنه جهاز اسرائيلي ، والأخوة في اسرائيل الشقيقة ليس لديهم خبرة في النوايا السيئة ، أكاد أجزم بفشل الجهاز لأن فاقد الشيء لا يعطيه ، واسرائيل لم تكن يوماً سيئة النية فكيف تستطيع برمجة جهاز كهذا وهو معني بشيء لا تعرفه أبداً !
ثم إنه يستخدم الآن في أمريكا ، منبع النوايا الحسنة التي تكاد تُغرق العالم ، العالم يختنق بنوايا أمريكا الحسنة ، وسيختنق هذا الجهاز أيضاً بنفس النوايا !

ثم إنهم :
ولتذهب أمريكا واسرائيل إلى هناك ، حيث المقاعد الكافية في جهنم لاستيعاب أي عدد من أصحاب النوايا الحسنة ..
ولنأتي هنا حيث الجحيم الذي يتنكر في عباءة جنة ، هنا حيث تستوطن النوايا السيئة ، وتقف في انتظارنا في كل محطة يصل إليها قطار العمر الأخرق !
ولنتخيل أن هذا الجهاز حقيقي ..
وأنه متاح لكل أحد ..
وأن لدى كل منا جهاز خاص به لكشف النوايا السيئة ..!
لم استطع أن اكمل حين تخيلت أن أمراً كهذا يمكن أن يكون ..
كم واحد من أولئك الذين يضعون مفاتيح قلوبنا في سلسلة مفاتيحهم سيكون ضحية ” جهاز كشف النوايا السيئة ” ..
كم واحد من أولئك الذين يفرشون طرقنا في الحياة بالورد سيخبرنا الجهاز أنه ورد وضع فوق أشواك النوايا السيئة ، تلك الأشواك المخصصة ” لإعطاب القلوب ” ..!
أشعر بالخوف ـ حد الرعب ـ من مجرد التفكير في أن أخضع نفسي لاختبار هذا الجهاز ..
تخيلت هذا الأمر فقط .. فتجنبت لقاء كثيرين هذه الليلة ، لا أعلم كيف تخيلت أني حين ألتقيهم فإن أول شيء سيفعلونه أنهم سيضعون يدي داخل جهازهم الخاص بكشف نواياي السيئة ” ..
لم يعد هناك رغبة في مزيد من الثرثرة …
ولكني فقط أريد أن أقول أن الذي أخترع الجهاز غبي ..!
لو سألني لقلت له أن كل ” المسافرين ” لهم نوايا سيئة .. ولاحاجة لاختراع جهاز لنعرف ذلك ..
يكفي أن ننظر إلى داخلنا فنرى قلوبنا كيف أعطبها ” السفر ” ..!!

.
.

سهيل اليماني

Archived By: Crazy SEO .

تعليقات

المشاركات الشائعة